4 مداخل مهمة لــ تعليم الرضيع

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربي العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، السلام عليكن جميعًا ورحمة الله تعالى وبركاته. كيف أعلم طفلي الرضيع؟ في هذا المقال ستجدون إن شاء الله تعالى الكثير من الفوائد والعوائد والتجارب الحقيقة في حلول تعليم الرضيع التي امتدت من رحلة أكثر من ربع قرن.

قصة بداية الإلهام  

بدايةً كانت هناك حادثة معين عندما كنت في بريطانيا، كانت زوجتي أم البلجاء -حفظها الله- في ذلك الوقت حاملًا وننتظر مولوداً فَــذهبنا إلى المستشفى، الطبيبة سألتني هل تعرف اللغة الإنجليزية؟ قلتُ لها أنا جئت اساسًا لأتعلم.
قالت إذا سنعطيك كتابًا عن كيفية القراءة لهذا الطفل بعد أن يولد، جئت لأقرأ ذلك الكتاب فإذا بي أجد فيه:

• الأمر الأول: لا تنسى أن تطلب الكتاب الأول My First Book الذي سيعطى للطفل فور ولادته، يعطى إياه هدية من المستشفى وتقوم على هذا المشروع الحكومة البريطانية مع عدة شركات (للمقيمين في بريطانيا).

• الأمر الثاني: ذلك الكتيب تضمن أسماء المكتبات المحيطة بالمنطقة التي نسكن فيها، المكتبات التي تتوفر
  فيها كتب الأطفال تناسب الطفل الرضيع وكتب أخرى لتعليم الرضيع.

شدني ذلك الأمر طفل رضيع ويتعلم! بعد ذلك بقيت في وجودي في بريطانيا اتابع دائمًا المستجدات فيما
يتعلق بـ تعليم الرضيع، فكانت النتيجة ولله الحمد خبرة تراكمية في هذا المجال أحرص على أن انقلها الآن
باختصار بإذن الله تعالى.

مداخل التعلم في آية واحدة

أولاً علينا أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى يقول ﴿والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون﴾ [النحل: 78]

بمعنى أنه في تلك اللحظة التي يخرج فيها الإنسان إلى هذه الحياة ولا يعلم شيئًا، ولكن الله سبحانه وتعالى هيئه بسمات، جعل له السمع والأبصار والأفئدة وهذه تأتي مع الإنسان بتدرج أولاً يأتي السمع ثم يأتي البصر،|
ثم يأتي الفؤاد ثم بعد ذلك يبدأ الرضيع بالحركة، سنتحدث عن كل واحدة من هذه الأمور بشيءٍ من التفصيل
المصحوب بالاختصار لـنتعرف على المداخل المهمة في تعليم الرضيع.

دعونا نتحدث عن مداخل التعليم التي ستساعدكم في عملية تعليم الطفل الرضيع:

1- مدخل السمع لتعليم الرضيع

أولاً، السمع أول ما يولد الطفل فإن القابلة أو الممرضة أول ما تتأكد منه بعد التأكد من أن هذا الطفل على
قيد الحياة هو أن تقيس السمع، لماذا؟ لأن السمع هو البوابة الأولى للإنسان إلى هذه الحياة.

 ونلاحظ أن سبحانه وتعالى قال (السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ) ما قال الأسماع والأبصار لماذا؟ لأن السمع عند الأطفال الأصحاء متشابه.

وسمع الرضيع يكاد يكون سمعه مطابق لسمع غير الرضيع، فعندما يولد الرضيع يسمع من الجهات الست،
يسمع ما هو أمامه، وما هو خلفه، وما … يمينه، عن يساره، ومن فوقه، ومن تحته، كل هذا يسمعه ذلك الرضيع،
فلا بد أن نفهمه.

سمع الطفل، لا يتطور سريعًا بقدر ما يحدث مع بقية المكونات، بقية السمات التي وهبها الله تعالى لهذا الطفل.

فإدراكنا لهذه الحقيقة يجعلنا نعيد النظر في كيفية علاقتنا بسمع الرضيع وتعليم الرضيع، هل نحن ثمرنا هذه النعمة التي أنعم الله تعالى على الرضيع أم لم نثمرها، هذا ما سنتكلم عنه لاحقًا، لكن ما يهمني الآن هو أن نعلم أن
السمع عند معظم الرضع متشابه، وهو متشابه تقريبًا مع أسماع بقية الناس حتى من البالغين.

2- مدخل البصر لتعليم الرضيع

ثانياً بصر الرضع الله سبحانه وتعالى يقول ” وجعل لكم السمع والأبصار” إذا هنا نحن أمام أبصار ولسنا أمام بصر واحد مثل ما كان الأمر بالنسبة للسمع، الأبصار تختلف في مراحل حياة الإنسان بصر الطفل من مرحلة إلى مرحلة يختلف.

فبعض الدراسات تقول بأن الطفل الرضع عندما يولد لا يرى الألوان يرى الحياة وكأنها أبيض وأسود بعد ذلك،
يبدأ يرى الألوان وكذلك درجة الأبصار تختلف والقدرة على البصر تختلف.

 البصر يتطور إذا من ناحية القدرات حسب السن وكذلك بعض الأطفال بصرهم قوي، بعض الأطفال بصرهم أضعف
أنا اتكلم هنا عن الاطفال الاصحاء. لأن مثل بقية الناس الإنسان البالغ نجد بأن بصره يختلف،
بعض الناس بصرهم قوي بعض الناس بصرهم ضعيف وهكذا فهذه المسألة لابد من أن نعيها وسنتحدث عنها
لاحقًا كيف نطور بصر الرضع.

3- مدخل الفؤاد لتعليم الرضيع

المحور الثالث أو السمة الثالثة هي فؤاد الرضيع، والفؤاد عندما يرد في القرآن المقصود به، العقل والإدراك المعرفة والقدرة على التفكر، الرضيع عندما يولد لا يعرف شيئا (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وأعطاكم السمع والأبصار والأفئدة) فمن خلال السمع يتطور الفؤاد، ومن خلال البصر يتطور الفؤاد، الحركة تأتي فيما بعد لتعليم الرضيع.

ولكن الآن أكثر ما يطور الفؤاد السمع والبصر فبقدر ما نستخدم هذين المدخلين، يتطور فؤاد الرضيع، الطفل أول
ما يولد لا يعرف اصلاً من هو ولايعرف انه انسان، فضلاً عن معرفة أن هذه المرأة التي يراها دائماً هي أمه أو أن
هذا الرجل الذي يراه دائمًا هو أبوه،
فضلاً أن يعرف المكان والزمان ولذلك الطفل الرضيع بعد أن يبدأ بالحبو يوضع على السرير ويطل على حافة السرير يسقط، لماذا، لأنه لا يدرك بأن هناك مسافة وأن هذا السرير مرتفع، وكم من الأطفال سقطوا.

الطفل لا يدرك الحرارة والبرودة بأن هذا ساخن وهذا بارد وهذا داخل وهذا خارج وأن وهذا قريب وهذا بعيد ولذلك يحتاج الطفل بعد ذلك أن يعلم بمختلف الطرق بالنسبة لرضيع من خلال مدخل السمع ومن خلال مدخل البصر سيبدأ بتعلم هذه المهارات كما سنذكر ذلك إن شاء الله تعالى لاحقًا.

إلى الان تكلمنا عن السمع عن البصر وعن الفؤاد وبقي عنصرٌ رابع مهمٌ جداً، وهو عنصر الحركة.

4- مدخل الحركة لتعليم الرضيع

حركة الرضيع أول ما يولد يتحرك حركات عشوائية، الرضيع عندما يولد يحرك يديه يحرك رجليه طوال الوقت فمعظم الوقت الرضيع عندما يكون مستيقظاً يرفع يديه ويرفع رجليه إلى درجه لايستطيعها البالغون فمن منا يستطيع كلما
كان مستيقظًا أن يكون مستلق على بطنه وهو يحرك يديه ورجليه وكأنه يسبح على ظهره.

بعد ذلك عندما يبدأ الطفل ينقلب ويزحف على بطنه، جعل الله سبحانه وتعالى له كل الحركات الموجودة عند
الكائنات الحية فالله سبحانه وتعالى يقول:

(وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِى عَلَىٰ بَطْنِهِۦ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِى عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِى عَلَىٰٓ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ) [النور: 45].

 أول ما يولد الرضيع لا يستطيع أن يتحرك يبقى على ظهره بعد ذلك، يبدأ يمشي على بطنه يزحف على الأرض على بطنه ثم يمشي على رجلين بعد ذلك إذا بلغ من العمر عتيا فهو يضطر أن يمشي على أربع مثل الحبو مثل ما يحبو الطفل
الرضيع يستخدم يديه ورجليه فإذا هذه الحركة لها علاقة كبيره بــ تعليم الرضيع والكثير من الأمور التي تتعلق
بالتعلم لها ارتباط وثيق بالحركة.

أصبح يفهمه باستخدام السمع والبصر والحركة ولو كان يستخدم السمع والبصر وحدهما لما ادرك هذا المفهوم
الذي هو القرب والبعد في تعليم الرضيع.

في الختام

يجب أن ندرك أن تربية الطفل الرضيع ليست مجرد مهمة تتعلق بالعناية الجسدية فقط، بل هي أيضًا مسؤولية تعليمية تبدأ من اللحظة الأولى لخروجه إلى هذه الحياة.
من خلال فهمنا لسمات الرضيع، وكيفية استخدام مداخل السمع والبصر والفؤاد والحركة، يمكننا أن نهيئ أطفالنا لمرحلة التخرج من هذه الفترة المبكرة وهم مزودون بأدوات تساعدهم على التعلم والتطور في المستقبل، لهذا السبب عملنا على إبتكار أول مكتبة عربية للطفل الرضيع “مكتبتي الأولى“.

إن تجربتي الشخصية، التي استمرت لأكثر من ربع قرن، أكدت لي أهمية الاستفادة من هذه المداخل التعليمية لتطوير قدرات الأطفال الرضع. فبالتعلم والاستفادة من هذه المفاهيم، نضمن لأطفالنا بداية قوية تسهم في نجاحه.