بصفتك أحد الوالدين ، فأنت تريد التأكد من حصول طفلك على أفضل فرصة لتعلم القرآن الكريم وحفظه. ستحصل في هذه المقالة على 5 من طرق حفظ القرآن للأطفال.
إن تحفيظ القرآن للأطفال من أهم مهام الوالدين تجاه أبنائهم، فقد قال الربيع بن حبيب حدثني أبو عُبيدة عن جابر بن زيد قال: بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”علموا أولادكم القرآن فإنه أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله هو”.
وفي حين أنها قد تبدو مهمة شاقة للوالدين، إلا أن هناك عدة طرق لحفظ القرآن يمكنك من خلالها مساعدة طفلك،
على حفظ كتاب الله تعالى.
وفي هذه التدوينة سنذكر لكم خمسًا منها:
طرق ليحفظ طفلك القرآن 5
1- قسّم الآيات إلى أجزاء أصغر
إحدى طرق حفظ القرآن لجعل التعلم أكثر قابلية للإدارة تقسيم المقاطع الطويلة إلى أجزاء أو عبارات أصغر حتى يسهل على الأطفال تذكرها.
يتيح هذا أيضًا لهم الوقت بين كل جزء حتى يتمكنوا من مراجعة ما تعلموه بالفعل قبل الانتقال.
على سبيل المثال:
جاءت صفحات المصحف المحفظ مقسمة إلى 5 أقسام؛ كل قسم مُيِّز بلون من ألوان خماسية السكينة.
والهدف من التقسيم أن يراعي الوالدان في المنزل وتراعي المعلمات في مدرسة القارئ العبقري
الفروق الفردية بين العباقرة؛ فهذا عبقري سيحفظ الأقسام الخمسة في 5 أوقات في يوم واحد، بينما زميله سيحفظها في 5 أيام، وعبقري ثالث سيحفظها في 5 أسابيع.
إن القرآن الكريم نفسه جاءت فيه إشارات كثيرة إلى ضرورة التجزئة ومراعاة الفروق الفردية عند تعليم القرآن.
أما التجزئة فيشير إليها قوله تعالى: (وَقُرآنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلًا).
قال الشيخ اطفيش في تيسير التفسير: ”على مهل، ليسهل حفظه وفهم معناه”.
وأما مراعاة الفروق الفردية فيشير إليها قوله سبحانه: (عَلِمَ أَن لَن تُحصوهُ فَتابَ عَلَيكُم فَاقرَءوا ما تَيَسَّرَ مِنَ القُرآنِ).
2- استخدام الوسائل المرئية
يمكن استخدام الوسائل المرئية مثل الصور أو الرسوم البيانية جنبًا إلى جنب مع التلاوة لمساعدة الأطفال على فهم
ما يقرؤون بشكل أفضل والاحتفاظ بالمعلومات بشكل أكثر فعالية بمرور الوقت.
على سبيل المثال، إذا كان لديك رسم تخطيطي يصور أجزاء مختلفة من الصلاة ،فعند تعليمهم كيفية عمل صلاح،
فإن عقولهم ستربط بعض الإجراءات بالصور مما يجعل التذكر أسهل كثيرًا لاحقًا.
ومن أمثلة ذلك الخريطة المتداولة لسورة التكوير:
ومن أمثلة ذلك أيضا أن معجم القرآن للأطفال جاء كله مصحوبًا بالصور التوضيحية التي تعين على فهم الآية وحفظها.
3- الاستفادة من التقنية
يوجد الآن العديد من التطبيقات المتاحة التي توفر تسجيلات صوتية جنبًا إلى جنب مع الترجمات المكتوبة، مما يسهل على الأطفال والكبار حفظ القرآن الكريم في تلك الأوقات التي لا يتوفر فيها مدرس أو معلم.
بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تأتي هذه التطبيقات مزودة باختبارات أيضًا تتيح للمستخدمين اختبار أنفسهم بانتظام لضمان الاتساق في تقدم التعلم على مدى فترات أطول أيضًا.
ومن أمثلة التطبيقات المخصصة للأطفال تطبيق عدنان معلم القرآن؛ وهو متاح في متجر أبل ومتجر أندرويد.
ويمكنكم معرفته بزيارة موقعه الإلكتروني: https://adnanquran.com
4- حِلَق التلاوة
توفر حِلَق التلاوة فرصًا في تحفيظ القرآن للأطفال و للممارسة والحصول على تعليقات من شخص آخر،
قد يكتشف أخطاء أثناء التلاوة، مما يساعد على تصحيح أي أخطاء بسرعة قبل أن يتسبب التكرار الإضافي في حدوث ارتباك لاحقًا.
والحلق كذلك تزيد الترابط الرائع بين الوالدين وأبنائهم.
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ”.
إن هذا الفضل يتحقق في حلق المساجد وفي حلق البيوت كذلك؛ لأن الأب في أهل بيته كالنبي في قومه؛
فهو مأمور بأن يتلو عليهم الكتاب،بدليل قوله تعالى: (لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ).
إن التلاوة الجاهرة طريقة رائعة لحفظ القرآن العظيم ولزيادة فهمه وتقدير تعاليمه.
ويمكن القيام بذلك بعدة طرق إبداعية، مثل قراءته مع الأصحاب في المسجد أو مع أفراد الأسرة.
فإن تعذر ذلك أو تعسر فيمكن بأن ينشئ الحافظ تسجيلًا صوتيًا لنفسه ثم يستمع إليه من بعد، أو حتى باستخدام تكنولوجيا مثل التطبيقات التي توفر تلاوات من علماء مختلفين.
كل هذه الأساليب يمكن أن تساعد في جعل كلمات القرآن حية للقراء وتجعلها أكثر وضوحًا.
5- تحفيز التعلم
قد يكون تحفيز الأطفال على حفظ القرآن أمرًا صعبًا في بعض الأحيان بسبب قصر اهتمامهم أو عدم اهتمامهم. فيما يلي ثلاث طرق يمكن للوالدين أو الأوصياء من خلالها تحفيز أطفالهم على تعلم القرآن:
أولاً، المعلم المناسب
تأكد من أن طفلك لديه إمكانية الوصول إلى معلم متمرس سيرشده خلال فهم كل آية بشكل صحيح.
سيساعد المعلم المطلع في الحفاظ على مشاركة طفلك من خلال تقديم دروس شيقة حول مواضيع مختلفة تتعلق بالآيات القرآنية مما يسهل عليهم فهم ما يقرؤونه.
بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود شخص مخصص فقط لتعليم ابنك يضمن عدم وجود أي مشتتات خلال وقت الفصل مما قد يعيق التقدم المحرز في حفظ آيات من كتاب الله الكريم. هذا المعلم قد يكون في حلقة المسجد أو أحد الوالدين أو أفراد الأسرة، وقد يكون المعلم في المدرسة.
ثانيًا: البيئة المناسبة
أوجد بيئة ممتعة عند الدراسة باستخدام ألعاب مثل الاختبارات القصيرة أو المسابقات،
حيث تكافئ الإجابات الصحيحة بجوائز صغيرة مثل قطع الحلوى أو الملصقات -وهذا يساعد على تشجيع المشاركة مع تعزيز المعرفة المكتسبة من جلسات الدراسة حول مواضيع مختلفة ذُكرت في القرآن الكريم.
لا يحافظ هذا النوع من النشاط التفاعلي على اهتمام الطلاب فحسب، بل يتيح أيضًا للمعلمين وأولياء مزيدًا
من التحكم في مقدار المواد التي تُغطى خلال كل خطة درس دون ممارسة ضغط كبير على المشاركين.
ثالثًا: الحوافز والمكافآت
من أجل تحفيظ القرآن للأطفال قدم حوافز مثل المكافآت بعد إكمال معالم معينة (مثل إنهاء آية أو مقطع أو صفحة أو سورة) وهذا يمنح الأطفال شيئًا ملموسًا. أيضًا بعد بذل الجهد في حفظ مقاطع طويلة من النص القرآني.
إن الحوافز تزيد الحماس بين المتعلمين الصغار الذين ربما شعروا بالإحباط في السابق، وإن مكافأة السلوك الإيجابي تعزز العادات الجيدة. فلماذا لا تضع أنظمة المكافآت حيث النقاط المكتسبة من خلال إكمال المهام مثل:
- حفظ آية يقابله المبلغ الفلاني
- حفظ سورة يقابله قسيمة هدية من متجر سدرة
- حفظ سورة يقابله رصيد في متجر سدرة
إن تحفيز التعلم يشجع الأطفال على بذل جهد مضاعف نحو تحقيق الأهداف، ويوفر حافزًا للاستمرار على الحفظ، مهما طال الطريق.
في الختام ، فإن الحفاظ على تحفيز الطلاب أثناء تعلم القرآن يتطلب الصبر والتفاني ولكن إذا تم إجراؤه بشكل صحيح، فينبغي أن تتبع النتائج بعد ذلك بوقت قصير.